Tuesday, November 29, 2011

أيهما أهم محاكمة علي صالح أو أنقاذ اليمن؟؟

عندما وقع على صالح المبادره يوم الاربعاء الموافق 23 نوفمبر 2011  في تلك اللحظه  لم اعرف حقيقة مشاعري هل افرح بأن الأزمه اليمنيه  ستنتهي او أحزن على دماء الشهداء الذين ضحوا بحياتهم لسقوط النظام. عشت ايام من المشاعر المختلطه والمتناقضه ووصلت إلى نتيجه أنه ليس وقت الفرح فالنظام مازال موجود بل وأضاف لنا رئيس فخري!!!
وليس هناك داعي للحزن فدماء الشهاده والذين اصبحوا معاقين لم ولن تذهب هدر فلولاهم لما ركع هذا النظام ولما عرف العالم مدى قذارته. ولكن لابد أن نكون واقعيين بان المبادرة الخليجية كان لابد منها.

اليمن ليست مثل مصر حتى يتنحى حاكمها وترسله إلى المحاكمه كما حصل مع الرئيس السابق حسني مبارك  وليس مثل تونس حتى يهرب حاكمها كما حصل مع الرئيس السابق زين العابدين. فطبيعة اليمن القبليه والنزعه المناطقيه والأنفصاليه ساعدت على صالح بأن يفكك صف الثوره وأن يجهضها مع أتباعه بيت الأحمر  قبل مولدها. اليمن ليست مثل ليبيا حتى يأتي حلف الناتو ليخلصنا من نظام علي صالح ففي الأخير  الناتو يريدون ثمن التدخل وهو النفط واليمن ليس فيها لانفط ولاماء.
 اذا ماهو الحل؟؟ هل نستمر بما يسمى الحسم الثوري الذي نسمعه الشباب يكرروه كما تكررالفضائيه اليمنيه أغنيه "اضحك على الأيام" لعلي الأنسي وفي الأخير لا نجد إلا مجرد شباب سلميين يذبحون في مظاهرات عبثية. اعيد السؤال اذا ماهو الحل؟ هل نستمر في النوم والتخزين وتدخين الشيشه في خيام ساحه التغيير والرقص على نغمات إرحل؟؟ أم نعطي الفرصه لعلي صالح واتباعه لأشعال حرب اهليه ومعارك وايقاد الطائفيه بجانب المناطقيه وبعدين كل يمني ينحر اخاه؟؟

مشكلتنا التاريخيه نحن اليمنيين أننا نفكر ونتصرف بعاطفيه ولا ندع للمنطق طريق إلى عقولنا وهذا مانشهده لدى شباب التغيير والحريه من عناد ورفضهم للمبادره الخليجيه لانها تعطي حصانه لعلي صالح وعائلته من الملاحقه القضائيه لما ارتكبه من جرائم ضد الشعب اليمني. اتفق مع الشباب من هذا المنطلق ولكن دعونا نحيد عن عاطفتنا ونفكر من منطلق أخر هل نحن نريد محاكمه على صالح أم انقاذ اليمن؟ أيهما اهم اليمن أم علي صالح وعائلته حتى نهدر طاقتنا عليه؟

لننسى الأن مايسمى محاكمه  صالح مؤقتاً وأشدد على كلمة مؤقتاً ولنعمل على الضغط على الأطراف السياسيه لتنفيذ المبادره والألتزام ببنودها عندها سيكون المجتمع الدولي معنا. فمن مصلحة العالم استقرار الوضع في اليمن أكثر من مجرد محاكمة  علي صالح وأزلامه وتدمير وطن. ليس مستبعد أن يعمل علي صالح على خرق المبادرة أو استغلال رفض الشباب للمبادره لما فيه مصلحته خاصة فلقد كان واضح للعيان أثناء توقيعه للمبادره انه أرغم على ذلك بعد التهديد المباشر التي تلقاها من الأمم المتحده.
المختصر المفيد أنه لابد من دعم المبادرة والضغط على الأطراف السياسيه لتنفيذها ودماء الشهداء لن تذهب هدراً لأنهم ضحوا بحياتهم ليس فقط من أجل اسقاط النظام بل من أجل يمن جديد ولن يتحقق هذا بمجرد محاكمة علي صالح.




No comments: