مازلنا نعيش في حالة من الصدمه بعد ما قرأنا الخبر. صحيفة الحياة تلك الصحيفة التي عُرف عنها بمهنيتها الصحفية. تلك الصحيفة التي لطالما سعينا الحصول عليها من الأكشاك قبل نفاذها.
انها صدمه او كما الأخرين يقولون أنها طعنة في الظهر.
أنها طعنه في ظهر كل شخص يعمل مقابله مع صحيفة يؤمن بمهنيتها ثم تخون هذه الصحيفه المهنيه. أنها طعنه في ظهر كل شخص يؤمن أن التحرش الجنسي في الشوارع ظاهره اجتماعيه لابد من مواجهتها على كافة الأصعده وفي الأخير يجد محاوله من الإعلام في اخفاء الحقائق والتلاعب بالمعلومات التي لديهم لأثبات وجهة نظر فئة واحده تعاني من حالة انكار لوجود ظاهرة التحرش الجنسي في اليمن.
ماقامت به صحيفة الحياه اللندنية والتي مقرها في الرياض هي احدى تلك الوسائل الإعلامية التي قامت بها في اخفاء الحقيقه بناءً على طلب مجموعه صغيره من المغردين (الفاضلين) في تويتر الذين يعتقدون أن التحرش الجنسي في اليمن غير موجود او لا يشكل خطوره في اليمن!!!
لتوضيح الصوره اكثر لكم سأحكي القصه من بدأيتها.
تواصل معي صحفي يمني من صحيفة الحياه اللندنية يريد أن يعمل تقرير عن التحرش الجنسي في شوارع اليمن وعن حملة شوارع آمنة بعد ذلك تم نشر التقرير في فبراير تحت عنوان "90% من اليمنيات ضحايا التحرش وصفحات الأنترنت ملاذهن الأول". طبعاً الصحفي ذكر هذه الأحصائيه استناداً لمخرجات مؤتمر اقليمي عن التحرش الجنسي في 16 دولة عربيه من بينها اليمن حيث ذكر ان 90% من اليمنيات يتعرضن للتحرش الجنسي في الشوارع. هذا الخبر تناقلته الكثير من الصحف الألكترونية اليمنية وأولها مارب برس في 17 ديسمبر 2009
http://www.marebpress.net/news_details.php?lng=arabic&sid=20795
ولم يتم اثاره هذا الموضوع منذ ذلك الوقت إلى ان تأسست حملة شوارع آمنة في اغسطس 2011. اضافة إلى ذلك قامت مارب برس في نشر تقرير في تاريخ 28 يونيو 2010 بعنوان " تقرير امريكي: اليمن بلد مصدر للفتيات لأغارض جنسيه" وقد ذكر فيه بالحرف الواحد " كشفت احصائيات ظاهره التحرش الجنسي في اليمن التي تم استعراضها خلال فعاليات مؤتمر" التحرش الجنسي وأسبابه" الذي نظمه المركز القومي لحقوق المرأه وبرنامج الأمم المتحده للسكان لتصل -% (محذوف الرقم هنا) من بين العديد من الدول في حين هذه الظاهره تمثل 83% في الولايات المتحده بينما تصل النسبه إلى 90% في اليمن ( يبدوا انهم نسوا يحذفوا هذا الرقم) http://marebpress.net/articles.php?id=7423&lng=arabic
لقد نشرت مارب برس العديد من العناوين موضحه فيها أن نسبة 90% من النساء في اليمن يتعرضن للتحرش والصحفي من صحيفة الحياه اخذ هذا الرقم من مارب برس وكثير من المواقع الأخرى التي ذكرت ذلك.
إلى هنا كل شئ تمام
بعد مرور حوالي ثلاثة اشهر من نشرالخبر تقوم صحيفة الحياه اللندنية بحذف نسبة 90% من تقريرها المنشور في فبراير
http://international.daralhayat.com/internationalarticle/357340 (بعد ان تم حذف النسبه)
وترسل اعتذار في تويتر وتقول أن ذكر حقيقة نسبه التحرش في اليمن كان خطأ غير مقصود!!! وذلك بعد ما قامت مجموعه صغيره من المغردين الذكور(الأفاضل) في تويتر بالاعتراض على هذا التقرير بعد ثلاثه اشهر من نشره متحججين ان هذه النسبه غير حقيقة وانها مسيئه لليمن.
لم يزعجنا تصرف المغردين (الأفاضل) لأنهم اما انهم يعانون من حالة انكار للحقيقة او انهم فهموا التقرير غلط بأن 90% من الرجال اليمنيين متحرشين!. مايثير الأنزعاج هو ماقامت به صحيفة الحياه اللندنية من تصرفها الغير مهني والخضوع لأي كلام من غير أدلة تثبت ان هذا الرقم غير صحيح بالرغم من كل المعلومات التي لديها تثبت صحة هذا الرقم. نحن كحملة شوارع آمنة تواصلنا مع الصحيفة والصحفي وعبرنا عن اعتراضنا واستنكارنا لهذا التصرف الغير مهني من قبل الصحيفه, ليس نحن فقط من استنكرنا ذلك بل الكثير من الشباب رجالاً ونساءً في تويتر عبروا عن استيائهم من الصحيفه. كما قامت هند الأرياني التي اثارت هذا الموضوع بعمل هاشتاج في تويتر #عيب_يا_صحيفة_الحياه. الغريبه في الموضوع هو استجابة الصحيفه السريعه للمغردين (الأفاضل) في حين انها لم تستجيب لنا!!!!!!!!
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل ان المضحك في الأمر قيام موقع مأرب برس بحذف المقالات التي تتحدث عن التحرش الجنسي في اليمن او بحذف نسبه 90% من تقاريرها التي تشير إلى التحرش الجنسي في شوارع اليمن. وهنا يثار تساؤل مالذي يجعل مأرب برس تتصرف بهذه الطريق التي اسميها جبانه إعلامية وتقوم بحذف التقارير اول مايثار اي موضوع دون اي احترام لقرأئها الذين يثقون بها. (العناوين من مارب برس في بدايه المقال هم الوحيدين الموجودين الان في الموقع يبدو أن أدارة مأرب برس سهت عن حذفهم كسابقاتها)
هناك انكار شديد بوجود ظاهرة التحرش الجنسي في شوارع اليمن والأن نلاحظ تعاون وانحياز الإعلام لهذا الأنكار والمنكرين وهذا ما يجعل هذه الظاهره اكثر انتشاراً لأن الإعلام اليمني والعربي مازال في منعزل عن الواقع ويعيش في وهم ان بلداننا مثالية وفاضلة.
انا شخصياً وبعيده عن كوني من حملة شوارع أمنة ومن مناهضي التحرش استطيع أن اجزم أن نسبة 90% من اليمنيات يتعرضن للتحرش الجنسي من الناحية النظريه انا وصديقاتي نتعرض للتحرش في الشوارع بشكل يومي اكثر من مره خلال اليوم الواحد ونتعرض للتحرش وفي احيان كثيره لانجد مسانده من المارين في الشارع بل نسمع هذه العباره المشهوره " ماخرجش" ( لماذا خرجتي؟)
من الناحية المهنية قامت احدى المنظمات اليمنية بدارسه حول ظاهرة التحرش الجنسي في الشوارع وتوصلت إلى نتيجه 98.9% من اليمنيات يتعرضن للتحرش في صنعاء.
https://docs.google.com/file/d/0BxlSDJChOE5rUXRSV1JzNklfQ2c/edit
ذكر الحقيقة ليس فيه تشويه لسمعة اليمن, كل دول العالم تعاني من التحرش الجنسي في شوارعها ولكن بنسب اقل بكثير من اليمن لأنهم دائما يتكلمون بكل صراحة حول هذه الظاهره والعمل على ايجاد حلول لها ووجود قوانين رادعه ضد المتحرش هذا كله يجعل نسبة التحرش تكاد لا تذكر في كثير من دول العالم. نحن في اليمن اذا اردنا أن نحصل على شوارع آمنة للنساء والرجال علينا ان نواجه الحقيقة المره ونعمل على ايجاد حلول عوضاً عن اخفائها وانكارها و نجد ان تماسك المجتمع اليمني كان شئ من الماضي.
وفي الأخير اختم مقالتي بهذا الكلام الصادر من استاذ مساعد في جامعة صنعاء " نريد محاكمة المشهرين بأعراض اليمنيات واليمنيين وعلى "غيداء العبسي"، مديرة حملة «شوارع آمنة» أن تقدم اعتذار رسمي عن الشهرة الكاذبة على حساب اليمنيات" http://www.yemenstreet.net/news-869.htm
لا اريد ان اعلق على هذا الكلام كثيرا. يريدون محاكمه المشهرين واصحابنا المتحرشين جنسياً الذين جعلوا حياة النساء جحيماً في الشارع ندعهم يعيشون في سلام ويواصلوا مهمتهم في تطفيش النساء من الشوارع اذا لم يكن من اليمن.
4 comments:
مقال واقعي وصريح
وعلى الجريده التأكد من صحة الخبر وعرضه بدون خوف
فجريدة الحياه لها مكانتها
وأنا أرى ان في اليمن كثيير جاهلين ولم يفهمو النسبه
صحيح كثير لم يفهموا النسبه ولكن الجريدهاستجابت بسهوله لهم
شكرا على تعليقك :)
يبدوا ان المجتمع في حالة انكار شديد لواقع التحرش في اليمن بدليل تعليق الدكتور الجامعي على الموضوع ... لست اسفه على ردت الفعل فهي تؤكد ان الحملة تتجه لطريق الصحيح و لكن ما يشكل صدمه حقيقية هو تعاطي جريدة بقدر الحياة مع الموضوع و لكن ذلك غير مستبعد من جريدة مملوكه للسعوديه
يبدوا ان المجتمع اليمني في حالة انكار لحجم مشكلة التحرش و ما حدث دليل على سلوك الحملة الاتجاه الصحيح في المشاركة في معالجة قضية التحرش لكن المؤسف حقا تعاطي جريدة بحجم الحياة مع الموضوع بهذه الصورة
Post a Comment